"لو خرجت من هنا ؟ "
سؤال اتردد علي لسان أربع شخصيات جمعهم أربع حيطان في مشهد سينمائي لفيلمى المفضل "You've got mail" , بعد ما عطل بيهم الأسانسير , أول حد قال لنفسه كان عامل الأسانسير ورد علي نفسه أنه هيتجوز البنت اللى بيحبها وهو بيلوم نفسه علي تردده في انه ياخد قراره بارتباطه بيها , وبعده سألته لنفسها ست في نص عمرها وقالت هكلم أمي هى وحشتنى وهي بتسأل نفسها يا ترى ماما بتعمل ايه دلوقتى ؟ , الاتنين الباقيين كانوا واحد وواحدة عايشين مع بعض , هي قالت هعمل عملية ليزر لعينى لو خرجت من هنا ! وهو قبل ما يجاوب علي سؤاله , قطعته بصوتها العالي وهي بتدور في شنطتها علي أقراص لبنان J ؟
"مشهد غير سينمائي ليوم في حياتي"
بدأ يوم طويل من الساعة 3 فجرا , لمذاكرة أمتحان "Acess " , والنهار قطع ظلام الليل وأنا بقلب كوباية نسكافية ورا التانية في محاولة لإنهاء حالة السكر البين اللى كنت فيها , نزلت الجرنال , وبعدها كان عندي شغل خارجي مهم بجهز ليه بقالي كتير , ركبت الأسانسير لوحدي , وبقرأ الجرنال , حسيت أن الموضوع طول , اكتشفت أنه مش اتحرك , المهم كلمت رئيسي وقالي هيبعت حد يصلحه , طال الوقت لأكتر من نص ساعة , والنور قطع , وأنا بكلم بسنت صاحبتى , وبقولها شايفه اليوم ماشى ازاى , وكل الناس هتروح تغطي الشغل اللى انا بجهز ليه بقالي شهر , وأنا قاعدة هنا , المهم طلعوني بعد فترة كنت محبوسة بين الدور 17 وال18 , رحت المنصورة , وحد غيري عمل شغلي , وامتحنت ومعدتش في الامتحان ..هيتجي يعنى علي الامتحان طيب والتكييف البايظ في السوبر جيت عديته ليه , ركبت ميكروباص سواقة ضارب نوع جديد من المخدرات موقعش تحت ايدي قبل كده يخليه يتكلم تلات ساعات ملضومين في بعض , لدرجة أنه كان هيدخل يخمس علي اربع عربيات ملتحمين في حادثة علي الطريق الزراعي , وفصل كلامه بتكبيرة " الله أكبر" ورجع كمل اللى كان بيقوله , انتهي اليوم في التحرير وكان ليل الأحد لما البياعين حرقوا خيم المعتصمين , في شوارع التحرير وأركانه اتجولت أنا وفاطمة صاحبتي بنحاول نفهم إيه اللى حصل , وبعدها جيت علي البيت علي عشرة ونص , وبس .
فيلم توم هانكس وميج ريان "You've got mail" , بعتبره مكاني المريح , وحلمي الرايق الصافي , يعني لو دخلت الجنة هتمني أن الفيلم ده يكون حياتي , ولما شفت مشهد "الأسانسير" كرهت جدا صديقة توم هانكس , وعقليته اللى خلتها تفكر أنها لو خرجت من بين السما والأرض هتخرج تعمل ليزر لعينها , وكان هو قراره بعد ما خروج أنه سابها , لأن في لحظة أدرك أنها مش ليه , وأن بواب عامل الأسانيسر كان أشجع منه في اتخاذ قراره .
"مشهد غير سينمائي رقم 2 ليوم تاني"
رحت الجرنال , لقيت الخبر نزل في الجرنال وعلي الموقع باسمي J , ومعاه زميلي اللي عمله , كملت اليوم عادي , وروحت بدري إلي حد ما , عملت حملت تنضيف وغسيل وطبخ , انتهت ما بقي من قوتي , والمحصلة دور برد ف حر يوليو .
بفتكر يوم الأحد واللى حصل فيه , وأن الإشارة بتاعت الموبايل لقت جو الأسانسير رغم أن فودافون عمرها ما عملتها جو الجرنال نفسه , بفكر , هو أنا لما كنت جوه الأسانسير كنت بفكر في ايه , لقيت الشغل ..الموضوع كده طار ...حد تاني هياخد الخبر علي الجاهز .
طيب مفيش حاجة تانية , اه فكرت بسخرية لثانية كده أني هموت مخنوقة , طيب كنت أموت في مظاهرة أكرم لي ..بقولها وأنا مش مصدقة أني هموت .
هو أنا ملاحظة أني أني بقيت شبه صديقة توم هانكس , أنا أسوأ نسخة ممكن أكون فيها لنفسي , نسخة مش مصدقة أنها هتموت لأن لسه فيه كتير عاوزه اعمله , نسخة مش مهم هي عاوزه ايه , هي تعبانه ولا متوترة ولا خايفة ...المهم الشغل ورؤسائي عاجبهم شغلي ولا لأ ...
بهدوء بستعرض اليوم تاني ..كان فيه إشارة أن في ميكروباص أو أسانسير أو حتي علي سلم البيت ممكن أقع ..ويبقى اتكتبت النهاية ..بس اتكتبت وأنا بعيشي يومي كإنسانة ولا مكنة؟؟ ...اليوم ده قدري من أول لأخره بكل لحظاته ...ربنا أراد أني ما اروحش الوقفة ومع ذلك نزل شغل باسمي , رحت الامتحان اللى ذاكرت له ومع ذلك ما نجحتش علي درجات بسيطة , كنت تعبانة جدا ومع ذلك رحت التحرير , ربنا أراد أني الموبايل يلقط إشارة عشان أطلع من الأسانسير ... وفك شفرة الإشارة " اهتمى بنفسك ..بطلي تلوميها علي حاجات مش بتكمل ...عيشي اللحظة زى ما هي "
وبناء عليه قررت أني هنام وأكل ..لتحقيق الاحتياجات الأساسية للبشر واللى بطلت اعملهم بقالي شهر وأكتر , أتعامل مع الشغل بطريقة محترفة ..أنساه في وقت الراحة ووقت البحلقة في السقف .
فعلا المقولة ده مظبوظة " ما يحدد مصائرنا هو قرارتنا , وليس ظروف حياتنا " وبناء عليه أخدت قرار أني مش هنزل التحرير 8 يوليو ..هسافر واخد اجازة ..عشان ارجع عفية وبصحة واعرف اعتصم واشتغل ونثور تاني ضد مجلس العسكر ..التحرير هيوحشني ..بس أكثر من تلات أسابيع عن حضن ماما مضر بالصحة .