2010/11/06

كلاكيت أول مرة


الكتابة فعل يقتضي مقدار وافر من الشجاعة والمثابرة , فليس بالأمر الهين أن تعري نفسك بنفسك أمام الآخرين من خلال كشف وجهة نظرك وموقفك تجاه أحداث وأشخاص علي مسافات متقاربة و متباعدة منك , نقد الآخرين لن تكون من أولوياتك فإذا كنت كاتب حقيقي سيكون همك الأكبر نفسك , فهم أبعادها نواقصها وذلاتها في اطارما يدور حولك من أحداث ومن تعايشهم من شخصيات متمايزة, ومشاركة حقيقتك أي كانت مع من يقروأ لك للإسهام في حالة نضج جماعي  , كما تحتاج لكي تكتب أن تقرأ كثيرا , وتحب كثيرا وتفكر أكثر , وشأنها الكتابة كأي رياضة تحتاج منك رؤية صادقة واثقة لذاتك وانت تمارسها , ومثابرة في فعلها بلا كلل ولاملل , وطموح في أن تكون الأفضل دائما الأصدق علي الدوام .

ولاني وجدت نفسي في مرحلة ما ربما من عامين أو أكثر غير قادرة علي ذلك الفعل الشجاع ليس فقط علي مدونتي الإلكترونية ولكني هجرت تقريبا  كشكولي البرتقالي – حمال الأسية - , وكان من الحجج وقتها أني غير مثقفة , لا أقر بالقدر الكافي , لغتي العربية  ستقشعر أبدان الأخرين , فكان القرار بنسيان ما كان و اعتبار الكتابة محاولة فاشلة لاكتشاف هواياتي شأنها كهوايه التصوير التي انتهت بالتقاط صور لأصابع يدي وقدمي :) .

ومع هذا ظلت تراودني عن نفسها  بين الحين والآخر , فأجدني أشتاق إليها وأحن إلي تكتكت الكيب بورد , وإلي نشوة الكتابة ومشاركة الفضاء الافتراضي أفكاري ومشاعري وأحلامي , ولكن ظل الجبن سيد الموقف والخوف من حكم آخرين علي من خلال معرفتهم أن هذه الهرطقة تخصني !

فما الذي حدث لكي أعاود لهذا الفعل الذي يتطلب لمن يطالعه آي رد فعل ؟؟ إنها أمي , فمنذ  سبع سنوات علي ما أذكر حين دخلت بيتنا وصلة الدش- ربنا يعمر بيتها- , وأمي صارت انسانة غير , وأثبتت أن الإعلام يمكن أن يغير حقا في متلقي ويمكنهم أن يتفاعلوا معاه ليصيروا شخصيات مختلفة عن ذي قبل , فمن الجزيرة إلي قنوات دريم ورسالة وإقرإ وغيرها من البرامج السياسية والثقافية والوثائقية , ماما تتنقل بينهم وتتعلم منهم سنة تلو الأخري , وكما تقولي فهذه البرامج ضمت درر من العلماء قرؤا العشرات والعشرات من الكتب ويعطوا الكثير منها خلال ساعة لذا فهي تعلمت كيف تكون متسمعة لهم من الطراز الأول وهذا يرجع لضيق وقتها في مطالعة الكثير من الكتب التي ترغب في قرأتها
ولأن أمي صارت لها مواقف سياسية ودينية وفنية واقتصادية- أري خبراء يعبرون عنها في البرامج والجرائد مقابل المال -و لانها بين الحين والآخر تقول متمنية لو كتبت مقال في هذا الموضوع سيكون كذا , ومن هنا روادتني فكرة أن  أعاود الكتابة أحرر أفكارها وأمزجها بأفكار لي , أعتقد أن إناء أمي لا ينضب فهي خصبة علي الدوام , ومن الرائع أن نشترك في فعل شئ معا غير الطبخ والتنظيف , بعض التدوينات ربما تحمل طابعي الخاص فقط والكثير سيحمل افكارها ومشاعرها والبعض الاخر سنذوبها فيها سويا  ,وسيكون اسم المدونة علي بساط الريح , فطالما كانت سجاة صلاة ماما مكاني المحبب في صغري, جالسة بجوارها أقلدها في تسبيحها وصلاتها وأنا لاأعلم ما الذي تفعله , فطالما أدرت أن أكون مثلها , لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه , ولكن لنكسر القاعدة ونبدأ في إدراك ما أتمناه مع ماما.

بطاقة تعارف بماما

خريجه هندسه اتصالات , ربه منزل , مصممة أزياء , قارئة وحافظة للشعر

ملحوظة معلوماتيه علي الماشي 

كنت دونت ما سبق منذ 11-10-2010 حيث قررت أن اطلق مدونتنا الإلكترونية الجديدة ولدواعي امنيه وحياتيه لم أفعل هذا , وربما هو بالشئ الجيد ,لكي أهدي لأمي المدونة في عيد ميلادها حيث افتتح شهر نوفمبر-(1-11-1961) وده اول الفضايح- وبرج العقرب بمولد ألطف الكائنات ماما , وسأعيد نشرة تدوينة أحببتها جدا وكنت كتبتها منذ عامين في مدونتي السابقة جميلة بو حريد عن أمي في عيد مولدها . 

ما وراء الرقم 47 ؟؟

 Friday, November 07, 2008


هناك بعض الأحداث تقع في الحياة, تبدو في ظاهرها عديمة الصلة
 لا يوجد ما يربط بين أطرافها, لكن مع قليل من التأمل والتركيز
 سنجد الخيط الرفيع الواصل بينهم,

وهذا ما طرأ في ذهني عند النظر لثلاث أشياء حدثت مؤخرا في سنة 2008
بالرغم أن الفواصل القاطعة بين تلك الوقائع تتعدد وتتنوع
 بين ما هو مكاني وزماني وبين ما هو

ثقافي وحضاري إلا إن الخيط الرفيع الواصل بينهم هو إيمان الإنسان بمقولة 

تشارلز إي. بوبلستون بأنه ليس بمقدروك أن تسيطر على الظروف دائماً ولكن

مقدورك أن تسيطر على أفكارك, حيث أن واقعنا هو نتاج أفكارنا الإيجابية

والسلبية على حد سواء, وهذا ما ميز ثلاث أشخاص بلغوا 47 
عاما في تلك السنة.


47

عاما كلاكيت أول مرة


 
في 1-11-1961 جاء إلى العالم طفلة جميلة صارت فيما بعد خمسه وعشرون من أناديها"ماما", هناك من الناس يأتي إلى الدنيا لكي يعيش في قوالب اجتماعية وفكرية ودينية ثابت صاغها أسلافنا, يصبح هؤلاء أكثر تجمدا من تلك القوالب نفسها يفقدون الحس الإنساني بالحاجة إلى التفكير في أوضاع الحياة وما ينتج عنها من رغبة ملحه في تغييرها, وكانت أمي في مرحلة مثل الأكثرية في مجتمعنا حيث ولدت بمهارات عديدة ومختلفة ولكنها لم تتوافر لها المعرفة التي تساعدها على تغيير واقع واتخاذ موقف مغاير من الحياة.

تمر السنوات وصاحبة الذكاء المتقد والتفوق العلمي تدرك 
أن للحياة أوجه أخرى لم ترى
 منها غير وجه مدينتها الصغيرة, تزداد المعرفة و معها تزداد أمي قوة
  فليس كما يقال قوة المرأة في ضعفها, لذا عملت على تربية نفسها
 من جديد, تشبعت بروح التغيير وأشبعتني بها, أدرك الآن الجهد الذى
 بذلته لكي تهذبني فكريا وتربويا ودينيا في ظل محيط متجمد عاشق 
للمظاهر, فكم من حروب تشن على أصحاب المبادئ والرؤى فضلها هو

أن نعرف الأصدقاء قبل الأعداء, طالما أمنت بي وحلمت معي وليس بدلا منى
كما تؤمن بقوة أن التغيير قادم لا محالة من جيل أشكل جزء منه,
 لا تكفى سطور وبضع كلمات أن تروى قصتها أو تبرز كل نواحي
 تأثيرها في كياني ووعى ولكني اليوم أركز على سمة تربط بين رجلين
وأمراه من نفس العمر -47 عاما- كل منهم كان نور يدعوك
 أن ترى وجوه أخرى وأفضل 
للحياة



47
 عاما لا أكثر ولا أقل





كنت أمر بيوم من تلك الأيام السيئة للغاية التي تنزل فيها معنوياتي
 تحت الصفر , حتى أدرت جهاز التلفزيون على برنامج أوبرا ولم يكن 
البرنامج فى بدايته ,ولكن مع ذلك جذبني بشدة ذلك الرجل 

الذى يتحدث فى الجمهور بما فيهم أوبرا ودكتور أوز , أكملت الحلقة
 وأنا
لا أعلم من  هذا المحاضر ولماذا يتحدث هنا والكل ينصت له فى تأثر ,
 لكن لم يشغلني التساؤل كثيرا بقدر ما شغلني روعه المحاضرة 
التي يتحدث  فيها المحاضر عن حياته والعبر والدروس التي
 أدركها  ويريد أن ينقلها إلى أولاده وطلابه ,


 فهذا الرجل  الرائع هو راندى بواش الأستاذ الأمريكي-البالغ 47عاما
االذى اكتشف إصابته بسرطان البنكرياس وأنه ليس أمامه سوى ثلاث شهور
 فى الحياة , قام بإعداد محاضرته الشهرية التى ألقاها على طلابه في 
الجامعة والتي رأها ملايين على شبكة الإنترنت , ينقل فيها تجربته في

الحياة لأطفاله الصغار  لكي يروها بعد وفاته حتى يكون 

معهم فى مختلف مراحل حياتهم يعطيهم نصيحته وهو غائب عنهم, بعد  انتهاء 
الحلقة سألت نفسي لماذا يسعى راندى للحياة حتى أخر لحظة بينما
 نسعى فى كثير من الأحيان للموت ,وأجدالكثير من الأباء تخلوا عن أبنائهم 
وهم أحياء يرزقون فى حين تحمل راندى مسئوليتهم حتى بعد وفاته حيث عاش
راندى سته أشهر زيادة عن الوقت الذى حدده أطبائه له وتوفى فى شهر 25 يوليوالماضى.

  لذاعندما تدرك الأمل و الإيمان فى أعماقك , فعليك بالحياة.


47
 عاما قبل الرئاسة




كنت ممن يتابعون سباق الرئاسة الأمريكية الأخيرة من خلال القراءة فى صحفهم 
, وأّذكر أن ليلة الانتخابات الأمريكيه لم أقدر على السهر كثيرا ولكنى 
أستيقظت باكرا لأعلم بفوز ذلك الشاب ذوى الأصول الأفريقية برئاسه مجلس 
إدارة العالم , ربما ليس علينا النظر فى التجربة الأوبامية سوى من ناحية 
كيف علينا التمسك بأحلامنا وأهدافنا والعمل جيدا عليها ,فاذا لم نصل نحن 
,فأحفادنا لديهم الفرصة , ربما هذا ما قاله مارتن لوثر كينج عندما كان 
يقود حركه الحقوق المدنية فى السيتنات , فالأهداف الساميه لاتغتال 
باغتيال أصحابها فهى تعيش فى وجدان من يؤمن بها ويعمل على تحقيقها
أوباما ليس مخلص العالم ولكنه أمل فى وسط  حالة ضبابية خلفها 

سلفه,علينا استغلالها كما يفعل أبناء عموممتنا دائما.



وتتلخص رؤيتى للعامل الواصل بين أبناء الجيل الواحد هو قدرتهم على 
إدراك الجانب الأفضل والأقوى للحياة فى ظل ظروف صعبه سواءكانت قهر أو مرض أو صراع

No comments:

Post a Comment