2011/04/12

عفوا أيها الثائر!!

P.S: I wrote this note on  Friday, March 11, 2011 at 12:42am



منذ يوم 28 يناير, شاركت مع صديقاتي في المظاهرات المتتالية في مدينة المنصورة لاسقاط نظام المخلوع مبارك, وتحقق المراد بعد أن أزهقت أرواح, وأصيبت نفوسناوأجسادنا بجراح منها المرئي والكثيرلم نبوح به بعد.

أتذكر هتافنا" كرامة ..حرية ..عدالة اجتماعية" هتافا بحت به حناجرنا جميعا: نساءا ورجالا..محجبات ومنقبات وسافرات...جلاليب وبناطيل جينز, وهو ليس بالمشهد المستغرب بل هوجسد هدفنا ومسعانا الأساسى من إسقاط نظام الفرعون الذي سلبنا وجردنا من حقوقنا في العيش بحرية وكرامة وعدالة , فإذا كانت الأمور واضحة أمامنا ,وجلية في ضمائرنا وعقولنا أيام الثورة..كيف انقلبت العقول رأسا علي عقب.

وماذا حدث إذن حتى نقصر المطالب علي رجال مصر دون نسائها ؟؟,وماذا حدث حتي تهتفوا ضد مطالب نساء مصر في اليوم العالمي للمرأة في ميدان التحرير؟؟ وما هذا التنافض الذي يعيش فيه رجال شاركوا في الثورة وطالبوا ما طلبنا به؟؟ ولكن بعد إسقاط رأس النظام يحدوثنا بنفس الحديث العقيم عن عدم أحقيتنا للمشاركة في الشأن العام وقصر دورنا علي الشأن الخاص, متحججين بنفس المبررات البلهاء بعاطفيتى ونقص دينى وعقلي ,وكونى عورة متحركة علي الأرض.


يا" عزيزى الثائر" سابقا ,الكثير من الفتيات شاركوا في المظاهرات بالرغم من عدم موافقة معظم العائلات عن ذلك وحديثهم تارة عن عدم جدوى ما يحدث أوخوفهم من التحرش أو تارة أخرى حديثهم عن أن بنات العائلات المحترمات قابعات جليسات ملتصقات في منازلهم...ومع هذا نزلنا ولا ندرى هل سنرجع أم لا؟؟ نزلنا مواطنات مصريات كاملات الأهلية..مؤمنات بأن الميدان يحتاجنا جميعا , ودورنا أن نتحد ونعلي الصوت بكلمة الحق فى وجه النظام المخلوع ..حتى لو لم نعود...فما رغبنا بعودته  هوالحرية والكرامة والعدل وقبل كل شئ المنطق والعقل لأمة كادت أن تفقد عقلها في دعاوى لإقصاء نصف مجتمع بأكمله , وفرض الحجر والحظر علينا , وكأننا نساء مسلوبات العقل.

"عزيزى الثائر"..إذا كنت تبحث عن زوجة فكان اعتقادى بأنك لن ترضى بمن هى مفرغة العقل والضمير ,ممتلئة القوام وحسنة المظهر فقط, وأنك ستنظر حولك في مجتمعك لتجد من هى تشاركك بناء وطنك, تحترم فكرها وتحترم فكرك , تجدها مهمومة بقضية ومبادرة ووطن وليس حلة وكوافير ومسلسل تركي.



فكيف ترضي "عزيزى الثائر" أن لاتشارك امرأة واحدة في لجنة تعديل الدستور, وكأن مصر فقدت كل الحقوقيات والقانونيات والفقيهات الدستوريات في غارة واحدة, والمصيبة الأكبر في هذه التعديلات المعيبة المخجلة في مجملها وعلي وجه الخصوص إقصاء المرأة من حقها في الترشح لرئاسة الجمهورية , ويقال البعض في هذا المقام أن الوضع الاجتماعى لن يرشح إمرأة لرئاسة الجمهورية,, فأقول لهم وهو نفس الوضع الاجتماعي الذي حكمنا عليه بأن المصرى لن يثور أبدا , ومع هذا كسرنا كل التابوهات والصور النمطية التي رسمنها عن أنفسنا كمجتمع سلبى ولامبالي وجبان وخانع.

أقولها كلمة مؤمنه بها المستقبل لنا رجالا ونساءا..أملنا في التعليم والإعلام لنرفع ستار الجهل والتكفير والعدائية عن عقول من لم يثور بعد علي أنفسهم ...ولن نستسلم لبقايا أفكار من نظام خلعناه رجالا ونساء..لن نتنازل عن حقوقنا كاملة..وسيأتي يوم عن قريب اختار فيه ما اعتنقه من أفكار ..ودين ...وأيدلوجيا..وما أدرسه من علم وما أمارسه من عمل..سأختار أين أعيش ...ومن أتزوج...ومن أحب ومن لا أبالي به..سنتحرر ونكسر كل القيود..يا عزيز الثائر

إمضاء :
أختك الثائرة علي بعد قدم منك في الميدان

No comments:

Post a Comment