مع حلول نهاية العام ..تعيد النظر في أوراق شهور مضت بروح إيجابية غير مبررة ، ربما مكمنها من اعتقاد طفولى بأن العام الجديد يأتى بالجديد ...لكن بتقليب أوراق عام مضى لا أتذكر سوى شئ واحد تداعى علي ذاكرتى بفضل عوامل التعرية التي مارسها "ديوس الجيش المصرى "في ربوع المحروسة ، تعود الذكرى إلى بداية عام 2011 ، وتحديدا الساعة السادسة مساء يوم 28 يناير،بينما أنا أشارك في أول مظاهرة في حياتى ...مظاهرة انطلقت في شوارع المنصورة لتتحول من بعض مئات إلي آلاف إلي مئات آلاف الأشخاص ...شباب وشابات ..نساء مع أطفالهن ...رجال وشيوخ ..سلاحنا كانت حناجرنا التى دوت في صوت واحد موحد"الشعب يريد إسقاط النظام"....وبعد ساعات من الهتاف والسيرعلى أقدامنا انهكتنا ...تحينت قوات الأمن المركزى الفرصة وماكان إلا دوى القنابل فوق رؤسنا والعربات تدهس من أمامها دون تمييز طفل من شاب ..امرأة من رجل ..عجوز من شاب ...كلنا نجرى باحثين عن مخرج ...وبعد صعودى في إحدى العمارات والاختباء في عيادة أحد الأطباء مع متظاهرين آخرين ...قررت أن أنزل الشارع لكى أعود للمنزل ....وما كان من قوات الأمن المركزى إلا بكل تحدى بهرواته يجرى خلفى في محاولة اللحاق بى ...كل ما أتذكره ...ما هى الفائدة من محاولة ضرب فتاة لا تملك سلاح ...في شارع مظلم لا أرى فيه كفى ...في شارع مغطى بدخان العربات المحترقة وقنابل الغاز...سؤال لما أفكر فيه بعدها لأنه عادة إجابة سأحصل عليها من شخص لن أقابله مجددا ...وكانت أول مرة أتظاهر ولم ولن تكن الآخيرة ...ولكن مشهد "سحل وتعرية وضرب نساء ورجال في التحرير"يجعلك تتسأل باى حال يعود العام الجديد...وعلى ماذا ثورنا ..هل ثورنا علي الضرب بهروات الأمن المركزى ...لكى نكون تحت أقدام جنود الجيش"...
الكلام انتهى ...والألم لا يفعل ذلك أبدا...وربما لا يكمن الوجع من مشهد الإهانة وحده بقدر ما يأتى من أشباه البشر الذين يستنكرون نزول فتيات في اعتصامات ومظاهرات وإضرابات..من يسأل عن لون الملابس الداخلية لهذه المتظاهرة ...ونوع البنطلون تحت العبائة لتلك...أسئلة مجرد طرحها في مخيلتهم ، تجعل جلودهم تذوب من علي أجسادهم ، في حال إن كانوا بشرا...
وربما أجد بعض الرثاء في ما حدث لهن ولصديقتى الطبيية التي اعتدت عليها الشرطة العسكرية مؤخرا في أحداث محمد محمود...في كلمات الشاعر الرائع "كامل الشناوى" عن المناضلة الجزائرية "جميلة بوحريد"...هى كلما ت أطلعتنى عليها أمى من دفتر مذكراتها طالبه منى أن أنقلها لجميلة المصرية التى صمدت أمام القنابل والخرطوش والسحل والتعرية ...صمدت أمام مجتمع بال لا يرها سوى جسد يحاولون تغطيته وتعريته إذا شاءوا ...يحرقون بلاد علي شرفها الخاص...باحثين هنا أو هناك عن أخت لهم هربت منهم من ديانة هنا إلي ديانة أخرى هناك...للكل إمرأة قررت أن تكون فاعل وليس مفعول به ...كتب الشناوى رائعته :
الليل، والقضبان، والجدران، والسجان
والقيد الحديد!!
وصرير أبواب، ووقع خطي
وأبواق تدوي من بعيد!!
وجميلة عذراء إنسانة
ألقوا بها في أرض زنزانه
عريانة، والارض عريانة!!
> > >
الرأس محني علي الصدر
والصدر منتفض بلا ذعر
وتكومت في الركن صاعقة
محمومة بالويل منقضه
كيد تلوث كفها غضبا
..وتقوست
فتحولت قبضة!!
> > >
تصغي لما يجري هناك
وماتدري به
لكنها تصغي!!
تبغي لتعرف مايراد بها!!
..هيهات تدرك بعض ماتبغي
> > >
هذا سجين عذبوه
..وبحت الآهات صوته!!
هذا جريح كبلوه
وهيئوا في السجن موته!!
الصوت يعصف كالرياح!!
والهمس ينزف كالجراح!!
والسهد يزحف
..بالصباح إلي السماء
..وبالمساء إلي الصباح!!
> > >
وجميلة عذراء إنسانة
ألقوا بها في أرض زنزانة
عريانة، والأرض عريانة!!
لاأشرب الماء ولا أرتوي
وفي بلادي ظاميء
ما أرتوي!!
مادام في الدنيا مساكين
مادام في دنياي مساكين
فالماء في حلقي سكين!!
تحملت يارب ما لايطاق
ومازلت في صبري المؤلم
وأخشي إذا طال هذا الشقاء
ألفت الشقاء فلم أنقم!!
وما أنا يارب إن لم أثر
وأنقم علي الزمن المجرم؟!
..لقد جلد الشعب جلاده
ونكل بالفكر لم يرحم!!
وكانت لي المثل العاليات
تضوي في الأفق كالأنجم!!
وكالأنجم انحدرت هاويات
وفي أفقها أثر من دمي!!
ياحبيبي في دمي صوتك
ينساب، يغني ويدوي
مالئاً نومي ، وصحوي .. وانفعالاتي
.. وأنفاسي وجوي!!
ياحبيبي، ياحبيبي
لاتخاطبني بألفاظ عدوي!!
> > >
كيف تدعوني - باسم الحب
لقلبي
.. أنا أحميك لشعبي!!
انتم اشرف واعلى مقاما من كثير ممن ارتضوا العار وسجن العسكر واحذيتهم ونحن لا نستحق الحياه سوى ان ننحنى خجلا وعارا الى ان نأخذ حقكن
ReplyDeleteورغم كل المرارة اللي في حلق كل ست في البلد دي
ReplyDeleteتلاقي اصوات بتعليقات مخذية
تسب وتهين في المرأة المصرية المشاركة في الاحداث
ومش هنقول غير حسبي الله ونعم الوكيل
وكلام الخال ابنودي
اقتلني قتلي مش هيرجعك