2012/01/24

تحقيق مع قاطعة طريق


علي ضوء خافت ربما يكون إضاءة صناعية أو شعاع لنهار يريد أن  يأتي في القريب ..بدأ الحديث مع شخص ذى سلطة وشخص ذى صرخة  

س : سعيدة أنت بما حدث لك ؟

ج : الصمت لم يكن خيارى أبدا ..وسعادتى للأسف مرهونة بكيف أرى نفسى في مرآة الصباح ..وليس انعكاسها في عيون ذئاب الطريق.

س : كلام جدلى ونظرى ...ولكن النتيجة هو أنك متهمة بقطع الطريق أمام القطار..ما أقوالك ؟

ج : دائما كنت أقول نظريات ..وجاء الاختبار لمبادئ وقيم تعلمناها في المنزل والمدرسة وأفلام الأبيض والأسود عن الخير والشر "قل الصدق "، " كن شجاعا "، "انصر الضغيف" ، "الساكت عن الحق شيطان أخرس"،وأهم كلهم "لا ضاع حق وراءه مطالب" ..ما فعلته كانت محاولة صغيرة منى لاختبار ما أقوله ..استكشاف من أنا عند المحك ...لذلك قطعت الطريق أمام القطار وقررت ألا انتظره طويلا.

س : احكى لى عن كيف دبرت لجريمتك ؟

ج : ذهبت إلي ناظر المحطة طلبت منه تصحيح مسار القطار الذى سنركبه جميعا ، شرحت له كيف أن دائما يخرج عن قضبانه ، وفي خروج يدوس علي ضغفاء ..فقراء ..أغبياء ..صار لا يركبه إلا من يضلع بخط سيره المعوج..لم يستمع لى الناظر ..لم أكن أصرخ بل هادئة  في حديثى معه..أطبق مبدأ آخر "صوتك العالى دليل علي ضغف منطقك "، لا حاجة للانفعال فكلامى الواضح سيقنعه بأن يصحح المسار .

س : وماذا فعل ناظر المحطة ؟

ج : في عينيه رأيت تلك النظرة التى تكاد تحرق وجهى من الكراهية  قائلا "من أنتِ لكى تصححى مسار أعوام وأعوام ..الضلال منهاج بلادنا ...العوج فينا دستور لا اعوجاجا عنه "

س : وكيف كان رد فعلك ؟

ج : هدوء وسكون قبل أن يعصف بعقلى فكرة  تقول "افعليها للمرة الأولي وحينها سيترك الجميع المحطة ..لن يطقوا الانتظار وسيقفزون من علي الرصيف لإيقاف الطريق أمام قطار شارد  لا مكان فيه لصالح ..بل لكل طالح ".

س : إذا انتِ تعترفى بأنك فعلتها ؟

ج : قطعت الطريق علي القطار...إنها تهمة في عرفكم ..ولكنها مهنتى الجديدة ..عاهدت نفسى أن أقطعه علي كل قطار شارد ..وناظر محطة فاسد ....إن كانت جريمة أن أحرك السكون ..وأرمى حجرة في مياه الركود ..فأنا سعيدة وهى إجابتى علي سؤالك الأول ...إذا كنت قطعت الطريق علي عهدكم ونهجكم ..فكل ألم في سبيل إنهاء عصركم ...هو أمل أن يأتى الغد دون أن يحتاج رفقائى أن يلقوا بأجسادهم يأسا وحزنا تحت عجلات قطاركم .


المجد كل المجد ...لمن كانوا في الصفوف الأولي ..اللعنة كل اللعنة علي أمثالى من انتظروا حتى الصف العاشر..وفي النهاية لازالوا علي قيد الحياة ..في حين فارقها قطاع الطريق الأوائل.

والتحقيق لم يغلق بعد ..إلي حين الوصول لكل قطاع الطريق المتورطين في جريمة "قطع طريق أمام عربات القطار".


2 comments:

  1. ساره أحمد فؤاد :

    المجد كل المجد ...لمن كانوا في الصفوف الأولي ..اللعنة كل اللعنة علي أمثالى من انتظروا حتى الصف العاشر..وفي النهاية لازالوا علي قيد الحياة ..في حين فارقها قطاع الطريق الأوائل.

    والتحقيق لم يغلق بعد ..إلي حين الوصول لكل قطاع الطريق المتورطين في جريمة "قطع طريق أمام عربات القطار".
    رائعة بشكل وحش يا رفيقة الثورة

    ReplyDelete
  2. برااااااااااااااااااااااااافو

    ReplyDelete