عدى يوم التدوين عن التحرش الجنسي والعنف ضد المرأة , ونبوس أيدنا وش وضهر إن محصلتش إصابات بين المدونين اللهم إلا بعد المناوشات هنا وهناك علي تويتر , الغالبية اتفقت علي إن التحرش سلوك مش بيقوم بيه المتحرش بعد ما يقرر اللى قدامه لابسه ايه او ماشيه ازاى , الانحراف في اللى بيتحرش بالاساس مش الضحية , نسبة مش كتير علقوا أن البنت هى اللى بتستفز الولد , واترد عليهم بأن المحجبة أوالمعاقة اللى اتحرش بيها واحد قذر في المواصلات وهى مركبة رجل صناعية كان ايه اللى استفزوه فيها !!
فيه نسبة أقل من اللى فوق اتكلمت عن ولزمه ايه وده وقته برضه وايه الأجندة والكراسة الصفرا اللى ورا طرح الموضوع ده دلوقتى , من باب إن حقوق المرأة ده كامليات ورفايع , وكأن الثورة قامت عشان عبود الزمر يخرج من المعتقل , وأنا أكمل بقية المدة بدل منه , وكأن حق الإنسانة في الأمان , رفاهية ..إني أكون بتعلم أو بشتغل أو بتفسح أوقاعدة في بيتى و أنا مطمنة إن مفيش وغد غريب أو قريب عاوز حته منى .
أنا طبعا لأني كنت مشغولة طول اليوم في متابعة التايم لين للهاش تاج والبوستات عشان كنت بعمل تقرير عنها في الشغل , فمشاركتي مش كانت كبيرة اوى وخصوص أن المواطنة المصرية بيتحول موضوع التحرش معاها لروتين يومي ومتأكدة أن كل واحد فينا عندها استعداد تبقى شهرزاد وتحكي حكاية "ألف تحرش وتحرش" لمولاي شهرزاد.
فيه عندى حكاية مرتبطة بإحساسين أغبى من بعض " العجز والمهانة " , بتبدي لما ماما كانت بتسأل أختي عن الشيخ اللى بيحفظها القرآن في البيت , كان وقتها تقريبا أختى عندها 7 سنين , وسؤال أمي كان في إطار أنها بتتطمن هو عامل معاه ايه في تحفيظ القرآن , ولكن يبدو إن كانت ماما مش متوقعة رد بنتها الطفلة اللى عاملة زى عود القصب في رفعها وصغر سنها , فجأة قالت الراجل ده بيعمل حاجات غريبه خليه يبطلها بقى !!
طبعا أنا سمعت الكلام من هنا شعرى وقف , يبطل إيه!! الشيخ بتاع القرآن بيعمل إيه !! يا ماما بيفتح سوسته البنطلون وبيعمل حاجات غريبة !! , وأنا بقوله ايه ده !! العيون بتفضل مفتوحة لمدة بتحاول تستوعب الحروف اللى طلعت من البنت الصغيرة اللى هي اختك وهل ترتيب الحروف مظبوط وبيدى معني واحد هو ان الشيخ بيتحرش بأختك !!
الفكرة إنها كانت ممكن مش تتكلم عن الموضوع ,لأنها مش عارفه ايه ده , براءتها ما اختبرتش موقف قذر زى ده قبل كده ولا تعرف أن فيه سلوك كده في البشر أصلا, الفكرة إن أختي بفطرتها قالت للمجرم ده "عيب" ..كلمة طلعت من فطرتها السليمة في وجه الحيوان ده , طبعا أكتر حاجة حصلت إن بابا طرده وقال للشيخ التاني اللي كان جايبه عن عملته السودة , أقل واجب لو إحنا كنا في بلد محترم , إن ده يتسجن أو يتعالج ..لكن هو دلوقتى حر طليق يعتدي علي ولاد الناس اللى بيدخل بيوتهم تحت تخفيظ القرآن .
أنا أتعلمت حاجة مهمة من الموقف ده : لازم نتكلم مع الأطفال عن السلوكيات المريضة اللى ممكن يتعرضوا ليها من شخصيات مريضة في المدرسة أو الحضانة أو حتي من قريب , والتاني أن نتكلم مع أودلانا ونحضنهم ونعرفهم إن العيب كل العيب في المعتدي مش في الضحية , مش عاوزه اسمع حد يبرر التحرش تاني خلينا مجتمع محترم يدين المعتدي من غير البحث عن حجج فارغة , واللى فاكر إن التحرش ده بقى حاجة عادية وبتبسط البنت أقوله إنت فاكر إن" تحرشك لوحده مش كفاية " إنك تهدم إنسانيتى في لحظة وتهني في نظرة أو كلمة أو حركة , أو تقتلني في اليوم ألف مرة بفكر فيها هقابل متحرش امتي في شغلي ولا في بيتى ولا في شارعي أو مواصلاتي .
No comments:
Post a Comment