في أول لقاء لي مع مسؤول فلسطيني خلال زيارتي الأولي للضفة الغربية بالأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي، تحدثت مع اللواء جبريل الرجوب نائب أمين سر حركة فتح، ورئيس اللجنة العليا المنظمة لأسبوع الشباب الوطني الفلسطيني، وتحدثت معه عن موقف مصر من المصالحة بين فتح وحماس، والدور الذي لعبه الرجل الغائب رئيس جهاز المخابرات السابق عمر سليمان، وتطرق أيضا الحديث إلي ذهاب السلطة الفلسطينية إلي الأمم المتحدة، وموقف أمريكا من ذلك، قمت بإعداد تقرير خبري عن هذا اللقاء الذي بدأ مع الصحفيين الأجانب، ثم انتهي إلي لقاء مصغر مع وفد الصحفيين المصريين.
*"الرجوب": مصر لن تنجب رجل آخر مثل عمر سليمان...والنظام المصري الجديد قادر علي فعل المزيد لملف المصالحة
ذكر جبريل الرجوب نائب أمين سر حركة فتح ورئيس اللجنة العليا للأسبوع
الوطني للشباب الفلسطيني، أن مصر لن تنجب رجل آخر مثل عمر سلميان، مضيفا
"الله يرحمه، سليمان كان لديه التزام حقيقي تجاه القضية الفلسطينية وتحقيق
المصالحة بين فتح وحماس، أكثر من العديد من الأشخاص، بما فيهم قادة
فلسطينين"، مستطردا "الاعتماد علي أشخاص مهم جدا في إدارة ملف المصالحة
الفلسطينية".
وأكد الرجوب في تصريح خاص لي علي هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده الأثنين الماضي بمناسبة الإعلان الرسمي عن انطلاق فعاليات الأسبوع الوطني للشباب
الفلسطيني بفندق الموفبنيك بالتزامن مع الذكري الثامنة لرحيل الزعيم
الفلسطيني ياسر عرفات، أن ملف المصالحة بين فتح وحماس لابد أن يغلق ولكن بسيناريو
فلسطيني، مضيفا "مصر حتي الآن تحاول إنجاز هذا الملف، وأمل أن تتكلل جهودها
بالنجاح".
ورداً علي سؤالي حول الدور الذي تقوم به مصر في
إدارة ملف المصالحة الفلسطنية، أعرب الرجوب عن تقديره لهذا الدور، مضيفاً
"أشعر بالرضي عما ما تفعله مصر وخاصة مع تعقد الوضع الداخلي بالقاهرة ولكن
نتوقع منها المزيد، النظام المصري الجديد قادر علي فعل المزيد في ملف المصالحة
الفلسطينية".
ودعا الرجوب مصر إلي طرح سيناريو محدد علي الأطراف المتعلق بها ملف
المصالحة الفلسطينية، مشيراُ إلي أن هذا السيناريو يجب أن يؤسس لوحدة وطنية
فلسطينية تقوم علي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
*لا مصالحة فلسطينية بدون انتخابات
ولفت الرجوب إلي أن المصالحة والوحدة الوطنية تمثل الخيارالوحيد أمام كل
السياسين الفلسطينين، مشيراً إلي أن السيناريو الوحيد لتحقيق ذلك يأتي من خلال
إجراء الحوار، يعقبه التوصل إلي اتفاق حول مستقبل التسوية السياسية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، مضيفا "اعتقد بوجود
اتفاق بين الفلسطينين حول إقامة دولة فلسطينية علي حدود 1967م، كما وقع خالد مشعل علي
ذلك اتفاق القاهرة العام الماضي".
وذكر الرجوب أن القضية العادلة تتعلق الآن بتقاسم السلطة في النظام السياسي
الفلسطيني، وأن الديمقراطية والانتخابات هي الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك، مشيراً
إلي أن المشكلة الأساسية حاليا بين أطراف المصالحة تتمثل مسؤولية تحقيق الأمن،
مؤكداً في الوقت نفسه علي استمرار الحوار بينهم.
وعن موقف فتح من الإسرائيلين بإجراء مفاوضات معهم في الوقت الراهن، قال
الرجوب في تصريح خاص لي: "لم نزح المقاومة من أجندة عملنا الوطني،
وهناك إجماع فلسطيني بأنها وسيلة ناجحة وفاعلة، قادرة علي محاصرة الاحتلال"،
مؤكداً أنه لا مفاوضات بدون مرجعية توضح حدود الدولة الفلسطينية.
*انتقاد الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية ويؤكد: القرار السياسي الفلسطيني غير
مرهون بالبيت الأبيض
وذكر الرجوب خلال لقاءه بوفد الصحفيين العرب المشارك في فعاليات الأسبوع
الوطني عقب لقاءه بالصحفيين الأجانب، أن 10 دول من الاتحاد الأوروبي أعلنت
التزامها بالتصويت لصالح حصول فلسطين علي عضوية الأمم المتحدة خلال ذهاب الوفد
الفلسطيني إلي الأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع
الشعب الفلسطيني، مضيفا " لدينا التزام من الاتحاد الأوروبي من خلال كاثرين
آشتون، الممثلة العليا للشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي بعدم إقرارهم أي عقوبات
علي الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية، مع دعمهم لحل الدولتين".
واتهم الرجوب الإدارة الأمريكية بالتحيز طوال الوقت إلي الجانب الإسرائيلي،
مضفية حماية أمريكية "غير مبررة" علي العدوان الإسرائيلي علي الشعب
الفلسطيني، داعيا لها بإعادة النظر في سياستها لهذا الملف، محذرا من أنها تشكل خطر
علي مصالحهم في السلم العالمي، واستقرار سعر النفط.
وأكد الرجوب أن القرار السياسي الفلسطيني "غير مرهون" بتفكير
البيت الأبيض، والدعم الأوروبي والعربي و الإسلامي لحصول فلسطين علي عضو مراقب في
الأمم المتحدة "رسالة إلي الإدارة الأمريكية" في إدراك استحقاقات حماية
مصالحهم وقيمهم.
No comments:
Post a Comment